الحقيقة هي أن الإنسان يختلف أساسا عن سائر المخلوقات لامتلاكه ملكة حرية الإرادة والاختيار، فمن هذا سعى مع هذه الرغبة لمعرفة الحقيقة بربط الرغبة في الاستقلال، فالروح المخلوقة طبيعيا وبصورة متوازنة، لا ترضخ لأوامر الغير عادة، عدا ذلك الشخص الذي يوجهها بإرشاداته ويعلمها بمعارفه أو من يأمره بالحق وحسب القانون أو الشرع وذلك حماية لمصلحته والمجتمع، ومن هنا تنمو عظمة الروح والترفع عن الأمور المادية البحتة. كما هناك قوة لا يستهان بها في الطبيعة البشرية العقلانية، وتكمن في كون الإنسان هو الوحيد بين المخلوقات، الذي يفهم ماهية النظام، وكيفية الحفاظ على المعايير المقبولة بإدراكه فحوى الجمال، الاستهواء والتناسق حتى أزاء الأشياء المرئية، نجد أن الإنسان الموهوب بالذات المفكرة، ينقل هذه الصفات من الأشياء عن طريق البصر إلى ردود فعل الروح، ويجتهد أكثر للحفاظ على الجمالية والاستقرار والنظام في الأفكار والأفعال، ويحتمي ويتحاشى أن لا يخطئ في شيء معيب أو جبان، وأن لا يتعامل حتى ولو بالتفكير بأمور غير نقية تخدش تلك الروح لديه.
إذاً من هذه العناصر يتكون وينمو مفهوم التعامل الشريف، الذي نبحث عنه، التعامل (التصرف- السلوك) الذي هو شريف (مشرف) حتى وإن لم يعترف به علنا، والذي يؤكد عليه الحق، انه حسب جوهره الطبيعي يستحق الاستحسان والمديح، حتى وإن لم يصرح بذلك أحد. هنا أذن يتجلى بوضوح، الوجه الحقيقي للواجب ووجه الفضيلة والقيمة الأخلاقية فيه، التي تحدثت عنها قيم السماء وعلماء الأخلاق والتربية، فكل التعامل الشريف ينبع من إحدى المكونات الأربعة:
إما أن يتعلق بمعرفة عميقة للحقيقة، أو بالإرادة للحفاظ على مصالح المجتمع البشري، وإعطاء كل ذي حق حقه، واحترام العقود والحقوق، أو بسمو قوة الروح النبيلة والعقيدة الفاضلة أو بالحفاظ على النظام والاعتدال دوما في كل ما يبدر عنه من كلام وأفعال، التي تكمـن فيها الملائمة والتحفظات.
إذاً من هذه العناصر يتكون وينمو مفهوم التعامل الشريف، الذي نبحث عنه، التعامل (التصرف- السلوك) الذي هو شريف (مشرف) حتى وإن لم يعترف به علنا، والذي يؤكد عليه الحق، انه حسب جوهره الطبيعي يستحق الاستحسان والمديح، حتى وإن لم يصرح بذلك أحد. هنا أذن يتجلى بوضوح، الوجه الحقيقي للواجب ووجه الفضيلة والقيمة الأخلاقية فيه، التي تحدثت عنها قيم السماء وعلماء الأخلاق والتربية، فكل التعامل الشريف ينبع من إحدى المكونات الأربعة:
إما أن يتعلق بمعرفة عميقة للحقيقة، أو بالإرادة للحفاظ على مصالح المجتمع البشري، وإعطاء كل ذي حق حقه، واحترام العقود والحقوق، أو بسمو قوة الروح النبيلة والعقيدة الفاضلة أو بالحفاظ على النظام والاعتدال دوما في كل ما يبدر عنه من كلام وأفعال، التي تكمـن فيها الملائمة والتحفظات.