المخدرات: مفهومها، وآثارها



المخدرات: مفهومها، وآثارها

1- مفهوم المخدرات :

إن ظاهرة تعاطي الخمور والمخدرات ليست بالأمر الحديث ، بل إنها ظاهرة قديمة في تاريخ الإنسانية فقد عرفت منذ أزمنة بعيدة ، وذلك أن هذه المواد قد ارتبطت عند المتاجرين فيها بأحلام المال الوفير والثروة السريعة ، كذلك ارتبطت عند من يتعاطونها بأحلام النشوة والسعادة والمتعة.
وتعرف المخدرات بأنها المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ، ويضر تداولها أو زراعتها أو وصفها إلا لأغراض يحددها القانون ، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له ذلك ، وتشمل الأفيون ومشتقاته الحشيش وعقاقير الهلوسة والكوكايين والمنشطات .
وقد عرفتها لجنة المخدرات بالأمم المتحدة بأنها: كل مادة أو مستحضر تحتوي على عناصر منومة أو مسكنة من شأنها عند استخدامها في غير الأغراض الطبية أو الصناعية أن تؤدي الحالة من التعود أو الإدمان عليها ، مما يضر بالفرد والمجتمع جسمانيًا ونفسياً واجتماعياً.
في حين يرى البعض بأن للمخدرات تعريفين: الأول علمي والذي يؤكد على أن المخدرات مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم ، وكلمة مخدر ترجمة كلمة(Narcotic) المشتقة من الكلمة الإغريقية(Narkosis) التي تعني يخدر أو يجعله مخدرا.
وثانيا: التعريف القانوني والذي يؤكد ثبات المخدرات مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان ، وتسمم الجهاز العصبي ، ويحضر تداولها أو زراعتها أو وصفها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك وتشمل الأفيون ، وعقاقير الهلوسة والكوكايين والمنشطات.

2- آثار تعاطي المخدرات والإدمان عليها

تسبب المخدرات كثيرا من الويلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، فالمدمن في الغالب ضعيف الشخصية ، فتبلد الإحساس أو سريع الانفعال ويعاني من الاكتئاب وانفصام الشخصية وهو إلى ذلك مريض يحتاج إلى عناية صحية خاصة ، والمدمن يلعب دورا كبيرا في التحلل الأخلاقي وانعدام الضوابط المسلكية ، وتهلل الروابط الأسرية أو هو ضحية لهذا كله ، وبالتالي فانه يتحول إلى الإجرام والتهور، أو الانطواء الموصل إلى الانتحار ، أما المدمنات فكثيرا ما يجدن أنفسهن مضطرات إلى احتراف الرذيلة والبغاء ، لتوفير ثمن المخدرات ، أو الانتقام من المجتمع الذي لم يحسن تربيتهن ، والاهتمام بهم
ويمكن إيجاز أهم أثار تعاطي المخدرات بالأتي:
·                    1- الآثار النفسية :
o                   أ- القلق والتوتر ، مع الميل للاكتئاب واحتمال الإصابة بانفصام في الشخصية:
o                   ب- الشعور بالذنب والرغبة في عقاب النفس
o                   ج- الحساسية والعصبية ، مع أرق مستمر ورغبة شديدة في النوم
o                   د- الخوف واليأس والإحساس بالذنب
o                   ه- هلوسات مع تخيلات سمعية وبصرية
o                   و- الاتجاه نحو العدوانية مع شعور بالعدوانية والنقص
o                   ز- عدم القدرة على تحديد الزمان والمكان والمسافات
o                   ح- سعادة وانشراح مؤقت ، وابتهاج زائد
o                   ط- الأنانية والإصرار على إشباع الرغبات بأية وسيلة
o                   ك- ضعف في النشاط والحيوية وعدم القدرة على العمل
تؤثر العديد من العقاقير، والمخدرات، تأثيراً كبيراً على الحالة النفسية، والعقلية للفرد، حيث تسبب له في حالات عديدة توتراً كبيراً وتعيق قدرته على الأداء الوظيفي الملائم، ويمكن رؤية هذه الآثار، ليس فقط فيمن يتعاطون هذه السموم، ولكن أيضا فيمن يمرون بمرحلة الانسحاب، وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التعاطي، إلى أضرار نفسية، وفيسيولوجية مستديمة، ولكن يمكن التغلب على هذه الآثار لدى العديد من المدمنين عن طريق العلاج، والدعم.
ويمثل الإدمان التأثير الأقوى للمخدرات على عقلية، ونفسية المتعاطي، وهذا ينطبق بصورة خاصة على الأفيونات، مثل الهيروين، والذي يسبب اعتماداً كيميائياً، وأيضا المنشطات، مثل الكوكايين، والذي يشعل مراكز الاستمتاع، والسرور في المخ، والمرتبطة بالسلوك الانتعاشي، وكما في حالة الاشتياق الجسدي الحقيقي للمخدر، فإن الإدمان النفسي، يمكن أن يتسبب في أن يبحث الفرد باستمرار عن المخدر، وذلك برغم الآثار السلبية الملحوظة.
وفي أحيان كثيرة، فإن الأفراد المدمنين للمخدرات لا يهمهم أي شيء في هذه الحياة، سوى الحصول على الجرعة التالية من المخدر، وفي بعض الحالات يفعلون أي شيء بما في ذلك ارتكاب الجرائم للحصول عليها، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي بهم إلى السير في طريق الدمار، والخراب، والذي قد يصعب الرجوع منه دون المساعدة المهنية، والعون.
وكما هو الحال بالنسبة للإدمان، فإن بعض العقاقير يكون لها آثار نفسية، وعقلية، قوية، ومستديمة، فقد يؤدي تعاطي بعض المواد إلى حالات من الذهان، والأوهام، وخصوصاً عقاقير الهلوسة، التي لها تأثير جذري على طريقة عمل المخ، حيث يصعب جداً على المتعاطين لها لفترات طويلة العودة إلى الواقع اليومي المعتاد، وتشتهر بعض العقاقير أيضا بقدرتها على التسبب في تفاقم حالات الصحة النفسية، والعقلية، الموجودة من قبل، واستثارة الحالات النفسية، والعقلية، التي كانت كامنة من قبل.
·                    2- الآثار الأسرية والاجتماعية:
o                   أ-ضعف الانتماء للأسرة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاهها
o                   ب- تعاطي المخدرات يؤدي الى التفكك الاسري ، وما يترتب عليه كالطلاق ، والهجر وتشرد البناء.
o                   ج- العزلة عن المجتمع ، وعدم المشاركة في المناسبات العائلية التي لها أهمية في تحقيق التماسك الأسري
o                   د- تعلم السلوكيات السيئة كالكذب ، والسرقة ، والاحتيال ، والشذوذ وتعاطي المخدرات من العوامل المؤثرة في زيادة ارتكاب الجرائم
o                   ه- يعد تعاطي المخدرات من الأسباب الرئيسية في حوادث السيارات ، وبالتالي في زيادة عدد الوفيات والإصابات الشديدة والإعاقة
o                   و- سوء علاقة المتعاطي مع جيرانه وزملائه في العمل والدراسة ، ويصبح منبوذا ، وقد يفصل من العمل أو الدراسة
o                   ز- قلة التحصيل العمي والهروب من المدرسة أو الجامعة
o                   ح- انتشار الرذيلة ، وفقد القدوة، وانعدام المثل والاخلاق
o                   ط- المتعاطي يؤثر تأثيرا سلبيا على بعض الأفراد الاسوياء، ويدفعهم الى التعاطي فهو بؤرة الفساد
قد تمثل الآثار المترتبة على تعاطي المخدرات، والإدمان عليها عبئاً ثقيلاً على الأشخاص المحاصرين بها، ولكن ليس فقط المتعاطون هم الذين يعانون من ذلك، وإنما أيضا أسرهم، وأصدقاؤهم، وزملاؤهم، و المجتمع ككل.
وقد يتأثر سلوك الفرد لدرجة كبيرة، أو قليلة، طبقا لعادة التعاطي، ونوع المخدر، وتكرار التعاطي، وعلى أقصى تقدير (وهذا ينطبق على العقاقير المخدرة غير المشروعة)، يمكن أن يستهلك الإدمان الشخص المدمن، ويؤثر في جميع نواح حياته وحياة المحيطين به.
وفي حالة تعاطي الأطفال، والمراهقين للعقاقير المخدرة، فإن العديد من هذه العقاقير يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبيا على النمو الجسدي، والعقلي، والنفسي للفرد، مما يترتب عليه في النهاية خسائر يتحملها المجتمع ككل، وقد يسهم التعاطي أيضا بدرجة كبيرة في تنامي السلوك العدائي الاجتماعي على كل من المدرسة، والمجتمع، وقد يؤدي إلى معدلات كبيرة من التغيب الدراسي، والتسرب من التعليم، مما يؤثر في النهاية تأثير سلبي على مستوى التعليم.
ويواجه المتعاطون البالغون درجات متباينة من المشكلات الاجتماعية، والتفاعلية الشخصية، والوظيفية نتيجة لتعاطيهم للمخدرات، وعندما يكون أحد أفراد الأسرة متعاطيا للمخدرات بشكل منتظم، فإن ذلك يضع عبئاً كبيراً على الأسرة ككل، وعلى الأفراد بداخل الأسرة، ونظراً لأن بعض حالات الإدمان قد تكون قوية جداً مما يدمر سلوك المدمن بدرجة كبيرة، فإنها قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق، و المساهمة في تشريد الأسر.
ويحمل التعاطي معه في أحيان كثيرة خطر الوفاة نتيجة للجرعة الزائدة، أو المغامرة غير المحسوبة، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى زيادة في عدد الأرامل الشباب، والأطفال الأيتام في عمر صغيرة، وحتى في حالات التعاطي الأقل خطورة، فإن المخدر يمكن أن يؤثر في إنتاجية الفرد، وقدراته في مجال عمله تأثيراً كبيراً، ويمكن أن يتسبب التعاطي المكثف للمخدرات، مثل الماريجوانا في إعاقة الأداء الوظيفي المعرفي للفرد، ويقلل من مستوياته الدافعية، وقد تؤدي هذه العقاقير بالإضافة إلى الإصابة بالبارانويا، والأوهام، والاضطرابات الذهنية، والعديد من الآثار الأخرى التي قد تؤثر تأثيراً سلبياً على التنسيق في مجال العمل.
وتعتبر الجريمة أحد الآثار الأكثر خطورة لتعاطي المخدرات على المجتمع، وعلى الرغم من أن العديد من حالات الإدمان، (مثل تعاطي الحبوب المنومة التي تصرف بوصفة طبية)، نادراً ما تدفع من يحترمون القانون للإتيان بالسلوكيات الإجرامية، إلا أن الأنواع الأخرى من المخدرات مثل الهيروين، والأفيونات، يمكن أن تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة معدلات الجريمة في مجتمعات معينة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
وفي حالة المخدرات القوية، مثل الهيروين، كثيراً ما يكون الفرد مضطراً لتكريس حياته كلها من أجل المخدر لينتهي به الأمر إلى العوز، والحاجة إلى الإنفاق على عادته، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتكابه السرقة، وأعمال السطو للحصول على المال الكافي للجرعة التالية.
ونتيجة للخواص ذات التأثير النفسي العقلي لبعض العقاقير المخدرة، والتي تسبب الأوهام، وزيادة الثقة، والبارانويا، فقد يرتكب الأفراد تحت تأثيرها جرائما لم يكن من الممكن بالنسبة لهم ارتكابها لو كانوا في حالتهم الطبيعية، وبشكل عام ، فإن تعاطي العقاقير بشكل غير مشروع يمكن أن يكون له تأثير عميق، ومضاعف، ليمتد ويشمل جميع مستويات المجتمع.
·                    3- الآثار الصحية:
o                   ‌أ- قلة الحركة والنشاط وضعف المقاومة للأمراض
o                   ‌ب- صداع مزمن وشعور بالدوار
o                   ‌ج- احمرار العيون واحتقانها
o                   ‌د- التهابات رئوية مزمنة ، قد تصل للإصابة بالتهاب رئوي
o                   ‌ه- اضطراب الجهاز الهضمي ، والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات ، والشعور بالانتفاخ ، والامتلاء والتخمة وتنتهي بحالات إسهال أو أمساك
o                   ‌و- اضطراب وظيفي بحواس السمع والبصر مصحوبا بطنين في الأذن
o                   ‌ز- الإصابة بالسرطان
o                   ‌ح- إتلاف الكبد
o                   ‌ط- تأثير واضح على النشاط الجنسي ، حيث يقلل المخدر من الطاقة الجنسية ، وينقص من إفرازات الغدد الجنسية
·                    4- الآثار الاقتصادية:
o                   تعتبر تجارة المخدرات على مستوى العالم صناعة مربحة، حيث تحقق أرباحاً تقدر بملايين الدولارات، ففي عام 2005، أظهر التقرير السنوي للأمم المتحدة عن المخدرات على مستوى العالم، أن تجارة المخدرات تحقق مبيعات سنوية عالمية تزيد على الناتج الإجمالي الوطني لـ 88% من البلدان في العالم. وفي هذا الشأن تقدر الأمم المتحدة الحجم الكلي لتجارة المخدرات على مستوى العالم بما يزيد على 300 مليار دولار أمريكي.
o                   ولهذا الحجم الهائل من هذه الصناعة غير المشروعة تأثير في الاقتصاديات المشروعة للبلدان على مستوى العالم، فقد تكلفت الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على المخدرات الواسعة الانتشار ما يزيد على تريليون دولار أمريكي خلال الأربعين عاماً الماضية.
o                   وفي الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، يمكنك ملاحظة تكلفة المخدرات في عدد من النواحي.. أولاً، تكلفة الشرطة، وغيرها من وكالات تطبيق القانون، فيما يتعلق بتعاطي المخدرات، وتوزيعها من ناحية التكلفة المالية والموارد البشرية. إضافة إلى ذلك، هناك التكاليف المادية، المتعلقة بالتحريات، والبحث، والملاحقة الدولية، والمحلية، لتجارة المخدرات وتهريبها. فيما تكلف برامج علاج الإدمان الدول، أموالاً إضافية، وفي بعض الأحيان تلجأ بعض الدول إلى تحويل التمويل من مجالات أخرى متعلقة بالإنفاق على الصحة، والإنفاق الاجتماعي.
o                   وفي البلدان الأقل تقدماً، كثيراً ما يعتمد المزارعون الفقراء، وغيرهم من العمال، على التجارة غير المشروعة في المخدرات لكسب العيش، فيقومون بزراعة النباتات مثل الكوكا (في كولومبيا)، وخشخاش الأفيون (في أفغانستان)، باعتبارهما من المحاصيل المدرة للأموال. وفي سبيل مكافحة الاعتماد على محاصيل العقاقير غير المشروعة، اقترحت بعض الجماعات، أن المجتمعات في أمس الحاجة إلى جعل زراعة المحاصيل الأخرى البديلة، التي تدر الفائدة على المزارعين، وبذلك يمكن تخفيف العبء المالي، المتضمن في معالجة المشكلات المتعلقة بالمخدرات، في أماكن أخرى من العالم.
لقد وصف تقرير الأمم المتحدة لعام 1985 مشكلة المخدرات بأنها من المفاسد الاجتماعية الهائلة التي تدمر حياة ملايين الأشخاص من البشر ، وتهدد بتقويض الكيان الإداري والاقتصادي لبعض دول العالم النامية، وتحرص التقارير الصادرة من أجهزة هيئة الأمم المتحدة المعنية بمشكلة المخدرات على تأكيد الصلة بين جرائم الإتجار غير المشروع والمخدرات من ناحية وجرائم العنف والإرهاب والاتجار في الأسلحة والمفرقعات من ناحية أخرى ، وتشير وثائق اجتماعات لجنة المخدرات العادية والخاصة إلى التصاعد المستمر والخطر حجم مضبوطات العالم من جميع أنواع المخدرات ، وبالرغم من الحجم الكبير للمضبوطات في السنوات الأخيرة إلا أن جميع حجم المتاح منها للمتعاطين لم يتأثر الأمر الذي يشير إلى الجمع الرهيب للإنتاج غير المشروع منها.

الإسلام والمخدرات:
لقد حرم الإسلام كل ما يضر بالإنسان فقد قال ربنا تبارك وتعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]، و وقال أيضاً : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29] ويقول”… يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ…” [جزء من الأية 157 من سورة الأعراف] ويقول أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172] … وهناك قول عظيم للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يختصر جميع ما يحذر منه العلماء حسب القاعدة الرائعة (لا ضرر ولا ضِرار) (رواه أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه).

المزيد حول الموضوع

الربح من الفايسبوك والانستغرام باختصاار الروابط